Review....نظرة من الأعلى

Tuesday, May 06, 2008
خطبة ترانزيستور

أعلن وزير الأوقاف (عم زقزوق) منذ أيام أن خطبة الجمعة يجب أن تقتصر مدتها على 10 دقائق , و هو قرار قديم للغاية ظل في الأدراج و لم ينفذه أحد على مدى التسعة أعوام السابقة, يا خبر , معنى كده إن الوزير ده بقاله تسع سنين في الكرسي!!! أكتر..مش عارف بصراحة , أنا وعيت على الدنيا مالقتش غيره , الحمدلله على كل شيء.

السيد الوزير قرر منذ عام أو أكثر أن يكون الميكروفون فقط للأذان و الشعائر, بعبارة أخرى الأذان فقط لأن الشعائر مثل قرآن ما قبل الآذان و خلافه يقعان تحت قائمة البدع , و بدأت المساجد في بعض الأحياء تمنعها..إذاً فهو الأذان و ربما الإقامة ..عاوزين تصحوا الناس اللي سهرانة و شقيانة طول يوم الخميس علشان حاجة زي الصلاة, ده حتى عيب و في أمريكا الأذان ما بيخرجش تقريباً خارج نية المؤذن , يعني المؤذن يقول في سره نويت الأذان , و بعدين يفتكر إن الحكومة الأمريكية طيب الله أيامها تمنع عنهم الآذان بصوت عالي, فيمتنع فوراً مكتفياً بالنية .

هل إنتهى الخبر عند هذا الحد؟؟!! بالطبع يجب وضع بعض البهارات بأنه تم توزيع كتب عن المذهب السلفي (خلاص عملتوه مذهب) و أنه يجب أن يعرف الإمام السلبيات و العيوب للمذهب و أن الدين هو الوسطية و إلخ إلخ من هذا الكلام الذي لم يأتي بجديد ..الغريب في الأمر أنه منذ عام تم نشر نفس الخبر هو هو تحديداً شهر أكتوبر 2007 ..و أضيف في الخبر بأن وفد شيعي ذهب للوزير مطالبين ببناء بضعة مساجد للشيعة في مصر, فرد الوزير , بأن مصر دولة سنية منذ قرون طويلة , و أن الوزارة (لن توافق) مطلقاً على بناء أي مسجد للشيعة ..يعني روحوا أخبطوا راسكم في أي طوبة على الأرض و صلوا عليها أحسن .

غريب في مصر هذا التطرف الحكومي ناحية بناء دور العبادة لغير السنة و غير المسلمين, لو لا ضيق (سوء الحظ) كنت قلت أن السنة أنفسهم يجدون بعض الصعوبات لكنها تحل في النهاية , حتى لو كانوا بعد بناءها ينهون العباد أن يصلوا فيها من الأساس, يعني جوامع شياكة علشان القاهرة تفضل إسمها مدينة الألف مآذنة , و ربما المائة ألف مآذنة و زاوية, و هو اللقب الذي سنحصل عليه مع حلول 2020, حسب الخطط الجارية حسبما سمعت .

لا يمر إسبوع دون أن أرى في إحدى الجرائد عن مشادة أو مظاهرة مسيحية أمام مكان ما يريدون فيه بناء كنيسة جديدة , لكن لم أسمع عن إستجابة من أي مكان, و الغريب إن هذا هو الموقف الوحيد الذي يؤيد فيه الشعب الحكومة , ما أن تجد خبر كهذا تجد ذلك الرجل في الحافلة يخبط كفاً بكف و على شفتيه إبتسامة متشفية , و هو يقول :- " هما عاوزين كمان كنايس؟؟ مش كفاية واخدين كل حاجة "

و إن حاولت أن تقول له برقة و وداعة الخراتيت :- " يا عم الحاج .. إنتا إيه بس مضايقك في إنهم يبنوا ألف كنيسة في شارعكم؟؟ هما بيبنوا دور عبادة ولا نايت كلوب؟"

فينظر لك بظرف الحيتان البرية و براءة حيوان السنتح الأسطوري :- " ما هو لو سابولهم كنيسة كل يوم حاتلاقي كنيسة و الفلوس من برة بقى حاتنزل عليهم."

"!!!!!!!!!"

بالطبع الصمت و التعجب هو الرد الأفصح.. يعني لو في الشارع بتاعي خمسة أقباط و إتبنى ليهم عشرين كنيسة حايبدلوا عليهم كلهم, لا ننسى إننا نتحدث عن أقلية في النهاية.. مهما بلغ عدد الكنائس فهي ستكون فقط لسد الحاجة لهم , لن تنشر الرذيلة لسبب بسيط.. إنها دور عبادة..فقط عندها تحاول أن تشرح للناس بأن إختلاف الشعائر لا يفسد للود قضية..لقد أنبأنا الله بهذا منذ زمن بعيد جداً و لكن الآية تمر أمامنا بدون تدبر , في الحقيقة أشك أن هناك من لاحظ وجودها , عادا حفظة القرآن.

ففي سورة الحج الآية 67 سنجد آية جعلتني أقشعر لها :- (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ)

لا أشعر أن الآية تحتاج إلى شرح بقدر ما تحتاج إلى تدبر.

و هكذا نجد أن الحكومة من جديد تضيق على الجميع و تصرخ أنها دولة سنية ,لكن لا يمنع من أنها تحاول الإتجاه إلى إتجاهات إصلاح أخرى غير الطريقة السنية , ربما العلمانية هي الحل أو ما إلى ذلك, على أي حال بعد قليل سنرى هل ستساهم خطبة الجمعة الترانزيستور في حل مشكلة الناس اللي مش بتصلي دي و لأ ..و خصوصاً إن الناس بتتضايق من الخطبة الطويلة .

أخشى أن تتحقق النكتة في يوم من الأيام تلك التي يصعد الإمام للمنبر و يقول للناس , هل تعرفون قصة سيدنا موسى ..فيرد الناس ..نعم .. فيقول .. أقم الصلاة..ثم قبل أن ينزل يقول لهم .. هل تعرفون قصة سيدنا يوسف..نعم .. إذاً لا تأتوا الجمعة الجاية...هذا إن كان هناك أصلاً إمام في هذا الوقت فربما تتحفنا الحكومة بخطبة جمعة موحدة تكسر الملل, بتوزيع جهاز تلفزيون على المنبر مع الآذان الموحد, حينها سأتأكد أن في مصر حكومة إلكترونية , لكن ليس لدقتها و لا إستخدامها لأحدث الوسائل التكنولوجية , بل لأنها مبرمجة لأن تفعل شيئاً واحداً..أن تقلل من حجم كل شيء من رغيف الخبر حتى خطبة الجمعة مع زيادة السعر .. أعتقد أن هذا البرنامج سيعجب شركات البرمجة بشدة لو إقترحته عليهم.

و أستغفرووووه يغفر لكم

محمد عماد حجاب

posted by Mohamed Emad Hegab @ 8:10 PM  
0 Comments:
Post a Comment
<< Home
 
قد تجدون هذه البتاعة ..عبارة عن بتاعة و قد تجدونها ملهى ليلي أو حائط مبكى ..المهم أن فيها الكثير فإن لم تجدوا فيها شيئاً فستجد فيكم هي شيئاً
About Me

Name: Mohamed Emad Hegab
Home: Nasr City, Cario, Egypt
About Me: I'm A normal Guy Who Live In An abnormal Place..Try To find the salvation from what i Am But It's so hard believe me.
See my complete profile
Previous Post
Archives
Shoutbox

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit. Duis ligula lorem, consequat eget, tristique nec, auctor quis, purus. Vivamus ut sem. Fusce aliquam nunc vitae purus.

Links
Visitors
Time In Cairo

Free Blogger Templates

BLOGGER