Review....نظرة من الأعلى

Thursday, April 24, 2008
جمعية أعداء العفشة .ليميتد


لا جدال أن المطب الإصطناعي هو إختراع مصري عتيد ولا جدال أيضاً أن المصري حينما يجد شارعاً بدون مطب اصطناعي يعيث فيه فساداً و ينطلق بسيارته بسرعات تستحق أن يصنع لها عداد سيارات مخصوص.. و لأن حكومتنا الرشيدة و عمالنا الأبطال يكرهون أن يمشي المصري بسيارته بسرعة كبيرة فكان إختراع المطبات .

يمكنني أن أرى بعين الخيال الفرعون رمسيس و هو يأمر مهندسيه بأن يصنعوا له إختراعاً في قوة الإختراعات الفرعونية التي سبقتها مهمة الاختراع هو أن يهدئ من طيش شباب المصريين أثناء قيادتهم للعربات التي تجرها الحمير أو الخيول و التي تدهس كل يوم مئات الخراف و تزعج المصري عن تركيزه ..و يا حبذا لو كان الإختراع المراد على شكل هرم ..ماهو رمسيس مش أقل من غيره..و قد كان.

يتعجب الكثير من أن طريق مصر أسكندرية الصحراوي خالي من المطبات و لأن الحكومة لا تثق فينا نحن الأطفال حينما نجري بأقصى سرعات لنا في هذا الطريق فقد وضعوا لنا الرادارات , التي و يا للصدف السعيدة رادارات يديرها بشر عاديين و يمكن تفاديها بسهولة طالما إنتبهت للقادم في الإتجاه المعاكس و هو يقوم "بترعيش" الكشافات لك دلالة على أن هناك راداراً على مسافة أمتار .. و لو يا سيدي الفاضل حدث لا قدر الله و تمكن الرادار من أن يرصدك فلا تخشي فهو ليس راداراً عسكرياً و لكنه رادار كما قلنا يديره بشري يأكل و يشرب و يرتشي كعادة كم غير طبيعي من مسئولي المرور .. حتى أن المرء بدأ في الظن أن القانون يشرع في المرور من أجل زيادة دخول من يعملون في الشارع من عساكر غلابة إلى أمناء .

بالطبع إنتقلت فكرة المطب إلى الأحفاد لكن لأن سياراتنا ليست مثل الفراعنة فإضطررنا أن نخفض حجمها قليلاً لكي تتمكن السيارة موديل 128 من أن تصعد عليها ..هنا بدأت أعراض مؤامرة خفية تدار في الخفاء.

هناك قلاقل تثار حول أن الميكانيكية المتخصصين في مجال عفشة السيارة قد قرروا أن الرزق ضيق و أنه لابد من الإتحاد لكي يتمكنوا من جني أكبر قدر ممكن من المال يحميهم و يحمي أولادهم من شظف العيش ..عندها إتحدوا في إجتماع سري تضيئه الشموع و قامت جميعة أعداء العفشة .

و العفشة يا عزيزي الذي لا تملك سيارة هي كل ما يوجد أسفل السيارة من عواميد كردان و محاور و حتى المساعدين يمكن إعتبارها عفشة بشكل ما.

كانت بنود الجمعية هي بسيطة ..يجب تحطيم كل عفشات السيارات في مصر في غضون سنوات قليلة و عندها سيهطل عليهم الرزق و ذلك عن طريق إعادة التراث الفرعوني في موضوع المطبات .

لكن لسوء حظهم في البداية أن السيارات التي كانت موجودة في مصر كانت ذات أحجام صغيرة مما جعل المطب غير ذي قيمة ..فتخيل يا عزيزي أن تصعد سيارة موديل 128 على مطب بكلتا عجلتيها مما يمنع إحتكاك باطن السيارة بالأرض .. مجرد فقط تم تحطيم بضع سيارات طائشة لشباب متهور لم يقدر المطب حق قدره و ظن أنه يركب بسكلته و طار فوقه مما جعل سيارته عبارة عن عجلة قيادة يخرج منها كاوتشوك واحد.

لم تفلح الخطة كما نرى فتقرر الترويج للأمر أكثر ..بزيادة أعداد المطبات في شارع واحد يمكن للمرء أن يمل سريعاً مما يسمح له بأن يحكم و لو فردة كاوتش في السيارة ..مع بعض الحجج اللازمة للمصري مثل:- إحترس مدرسة .

أفلحت الخطة بسبب ضيق وقت المصري الطبيعي و انشغاله الدائم في صنع الذرة مما يجعله يستعجل دائماً و هكذا زاد عدد السيارات المحطمة سنوياً إلى مئات السيارات ..لكن الجميعة أعضائها كثيرون و في إزدياد يومي كيف يمكن لأعضاء الجميعة أن يأكلوا عيش بهذه الطريقة.

عندها خرج أحد أمراء الجمعية بفكرة سديدة رشحته لنيل جائزة موبيل للسلام المروري ..علينا يا سادة أن ننوع قليلاً من المطبات .

لن أقول لقد كان لأنه لا يزال ..فقد تم إزالة بعد المطبات ...لكن من أجل أن يتم الحفر مكانها حفر تصل من بضعة سنتيمترات إلى عدة أمتار.. ثم أعجب بعض السباكين بالفكرة فقاموا بعقد شراكة دولية مع الجمعية , تسمح لهم بأن يفتحوا البلاعات و يقوموا بتعليتها قليلاً و ربنا خفضها أيضاً حسب المزاج , النتيجة هي إزدياد مطرد في أعداد العفشات المدمرة و هو المطلوب إثباته.

يمكنك يا عزيزي القارئ الآن أن تخرج إلى شارع محترم كشارع عباس العقاد مثلاً و ترى نتيجة هذا القرار الهائل ..هل شاهدت سطح القمر من قبل..لو لم تكن فعلت فلا حاجة لك بملايين الدولارات لكي تصعد فقد إركب من رمسيس ثم إنزل إلى مدينة نصر نعم عباس العقاد في مدينة نصر يا عزيزي لا خلط هنا..ستجد سطح القمر يترائى أمامك بغض النظر أن سطح القمر فيه عيب جوهري..أنه ليس به ماء .. و هو ما يتوافر بشدة في شوارع مصر كلها وليس عباس العقاد فقط.

أعتقد أن الحكومة أعانها الله قد أدركت وجود هذه الجمعية قد إكتشفت أخيراً وجود الجمعية في مصر , بعد أن سقطت بعض الشبكات الخاصة بها , مما جعلهم يصلحون بسرعة أثار الجريمة في مناطق معينة في مصر ..تجد فجأة المطب في غمضة قد أزيل حتى أنك تشك في أعصابك أو تشك في سيارتك و تقول أن السيارة قد أصابها ذكاء صناعي متقد جعلها تقوم بإفقادك الإحساس بالمطب ..لكنها حقيقة المطب الذي كان هنا من ساعة ليس هنا بعد الآن.

و كأي حرب تشن في العالم يجب أن يكون بها –بجانب الضحايا- بعض المعارك الخاسرة ..فبعد إزالة بعد المطبات من الشارع خرج أحد أفراد الجمعية, التي أصبحوا يرتدون الآن الإسموكنج و يدخنون السيجار بعد أن ولت أيام الفقر و اللاسة و البلغة و المعسل , و قام بإصدار قرار رائع .. يجب أن تزال المطبات الإسمنتية و الأسفلتيه الرائعة القديمة و تستبدل بمطبات حديدية , لماذا حديدية ..لكي نشجع مصانع الحديد التي عقدت شراكة ما معنا, و ما شكلها ..يمكننا أن نقول أنك لأول وهلة تظنها ظريفة و خفيفة لكن جرب أن تصعد بسيارتك عليها .. أعزائي المطبات الجديدة ستكون جميعها من الحديد الرفيع بعرض خمسة عشر سنتيمتراً و أقل ..و بإرتفاع عشرون سنتيمتراً ..لو حاولت أقوى سيارة في العالم أن تصعد عليه بأبطأ سرعة في التاريخ ..فبمرور بضع سنين بجمع حاصل المطبات في الطرق..يمكننا أن نرى أن المؤامرة قد بلغت أوجها و لله الحمد.

و بقي أن أسأل هل المفترض أن تقي المطبات من حوادث الطرق أصلاُ؟؟ في الحقيقة في وجود السيارات الحديثة التي تصل إلى سرعة 100 كيلو متر في 3 ثواني و خلافه أن المطب زي عدمه و أن الحل الأوحد هو أن يتم بناء كباري علوية في الطرق كل بضعة كيلومترات بسيطة و أن يتم صنع الكثير من الأنفاق إقتدائاً بدولة الإسكندرية الشقيقة ..و تكثيف الأمر في مناطق المدارس ..عندها لكن الطب لا يجعلني أثق إلا أن جمعية أعداء العفشة لا تزال ترى عملها جيداً و لا تزال تورد أموالاً إلى بنوك سويسرا بشكل جعل سويسرا تحتاج إلى أقراص حموضة لكي تعالج التخمة التي أصابتها من أموالنا .
posted by Mohamed Emad Hegab @ 8:43 AM  
6 Comments:
  • At 10:26 AM, Blogger Mohamed Emad Hegab said…

    مقال قديم لي من بص و طل أرى أنه لا يزال يصلح إلى الآن للأسف

     
  • At 3:29 AM, Blogger mero said…

    يخرب بيت السخافة ! ... تصدق كنت ححط كومينت بس مش حطاه علشان صدعني دي

    آل صدعني آل ! ... يا ابني ده أنت ليك الشرف أني أعلق على تدوينة ليك أصلاً ... هع !

     
  • At 11:16 PM, Anonymous عمرو بيه said…

    مقال اكثر من ممتاز

    كوميدي جدا وبناء جدا واكثر من رائع

     
  • At 8:03 AM, Blogger Unknown said…

    هقولك ايه واعيدلك ايه يا ابني
    انت استااااااااااااااااذ

     
  • At 8:05 AM, Anonymous Anonymous said…

    جزيت خيرا لو انك وضعت الاطروحة لمناقشة الحل كان اولي من السخرية التي لا تعود الا بتضييع وقت زائرييك

     
  • At 10:47 AM, Blogger Mohamed Emad Hegab said…

    معلش ياعم المجهول زائريا عالم فاضية و لما بيصدقوا حد يضيع وقتهم مالكش فيه انتا بروح اهلك

     
Post a Comment
<< Home
 
قد تجدون هذه البتاعة ..عبارة عن بتاعة و قد تجدونها ملهى ليلي أو حائط مبكى ..المهم أن فيها الكثير فإن لم تجدوا فيها شيئاً فستجد فيكم هي شيئاً
About Me

Name: Mohamed Emad Hegab
Home: Nasr City, Cario, Egypt
About Me: I'm A normal Guy Who Live In An abnormal Place..Try To find the salvation from what i Am But It's so hard believe me.
See my complete profile
Previous Post
Archives
Shoutbox

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit. Duis ligula lorem, consequat eget, tristique nec, auctor quis, purus. Vivamus ut sem. Fusce aliquam nunc vitae purus.

Links
Visitors
Time In Cairo

Free Blogger Templates

BLOGGER