في اللحظة التي سمعت بموضوع الإضرابات و الذي منه , لم أتمالك نفسي , لا ليس من الفرحة , و لا من الحزن , لكن من التعجب, فالأمر رغم كل ما فيه من حماس و أمل لكن لم يتم التخطيط له جيداً و ليس له مطالب محددة يمكن للجميع أن يطالبوا بها و لا يعودون لديارهم إلا و قد تحققت إنما أغلبها مطالب مطاطة , شبهت الأمر وقتها بالشجرة ذات الأوراق الفاسدة , هل من الحكمة أن أطلب من الجنايني أن يقطف لي الورق ورقة ورقة , ثم بعد شهر واحد يعود الحال كما كان, ربما سيسعد هذا الجنايني كثيراً فبهذا سيضمن عملاً مستمراً للأبد, أم أن الحكمة تقتضي أن أبحث عن المصدر و أطالب بمحاولة التعامل معه بسلاسة . حاولت أن أشرح وجهة النظر تلك لكن قلتها على إستحياء , لأنني في أي لحظة يمكن أن أوضع على المقصلة و أتهم بالخيانة لو حاولت إحباط هذا, لهذا فقط صمت و قلت إنه رأي عام للشعب الذي كنت أظنه في وقت ما قد فقد خاصية الرأي العام الموحد. لن أتحدث عن الإضراب و ماحدث فيه لكن لندخل معاً في كواليس ما يحدث و لم يدر به أحد, لم يستطع أحد غربان البين أن يرى هذا يحدث دون أن يدلي بدلوه , فوجدت في بريدي الإليكتروني , بريداً يحمل عنوان , "إتقوا الله يا من تريدون الإضراب بمصر." بالطبع يظهر من العنوان رائحة سلفية ما, لست من أعداء السلفيين و لا من المنددين بهم في الحقيقة أنا ضد تقسيم الدين لفئات , لكن ما وجدته في هذه الرسالة أصابني بالجلطة , و الضغط, حاولت أن أمسك أعصابي و أمنع نفسي من الرد عليه حتى أهدأ ..مهلاً واضح أنني لم أقل لك شيء عن البريد. يبدأ الفتى بريده بالإستعجاب لما يحدث و بدأ في سرد الآيات القرآنية التي تدعوا إلى الإستمساك بحبل الله جميعاً, و كل هذا شيء جميل لا يمكنني أن أقول عنه تلت التلاتة كام, ثم أحاديث نبوية صحيحة تماماً مثل حديث (إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهْىَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ) و هكذا وضع الأيات و الأحاديث بمبدأ , أدي كلام ربنا أعترضوا بقى, و قد قالها بالفعل. ****** بدأ خطيب الجمعة في مهاجمة الإضراب و هو أمر متوقع بشدة و لا ألومه فهذا أكل عيشه بشكل من الأشكال , لكن مشكلته أن كل كلامه كان يعارض نفسه , بشكل مستفز جعلني أطلع لإنتهاء الخطبة بأي شكل حتى أن الشيطان وسوس لي أن اترك الجامع لكن الحمدلله لست بهذه الحماقة. ****** قرأت البريد كله الذي يكمل الفتى فيه بقوله: اختلف العلماء في كون الخارج عن الجماعة والخارج عن الحاكم هو كافر أم لا...ولكن الراجح أنه كافر خارج من الملة بظاهر الأقوال. وصلت لمرحلة من الإستبحس و أنا أقرأ هذا الكلام, الكلام جميل جداً و لو حاولت أن أعارضه بدون علم بين فأعتقد أنه من الأفضل أن أبحث عن قفر أعيش فيه, فلن أستطيع أن أجزم في كل كلمة أنها صحيحة أو ملفقة , لكن الكلام بالفعل يدنوا من الصواب فعلاً , و أجدني أقف أمامه إحتراماً إنه كلام النبي و العلماء بالفعل . حسناً لست من الحكومة من فضلك إترك الحجر الذي أمسكته لرجمي , و إنتظر كلامي لآخره..هل قلت أن الكلام صحيح؟ نعم صحيح لكن هل ينطبق علينا.. في الحقيقة لي رأي شخصي في الموضوع.. و رأيي هذا يعضضه مشاهدات تاريخية كثيرة . ******* "عمر بن الخطاب يا إخوة الإسلام كان يموت من الجوع و سموا العام عام الرمادة و مع هذا لم يحاول أحد أن ينقلب عليه و يقول له سنضرب عنك , إنكم مهما وقفتم على شعر رؤسكم لن تفلحوا , رسول الله في أعوام المقاطعة في شعب أبي طالب لم يتركه الصحابة رغم أنهم جميعاً جوعى..و عندما جاعوا يا أخواة الإيمان في غزوة الخندق و قام أحد الصحابة بدعوة رسول الله إلى طعام هو و بعض من أصحابه نادى الرسول على أصحابه جميعاً , و أكل الجميع في بيت الرجل , أترون البركة يا إخوة الإيمان ." بدأت أجز على أسناني أكثر, هذا الرجل يظن أن كل من يجلسون أمامه حمقى أو لا يسمعونه فيقول ما شاء, و هو محق إلى حد ما, لكن كم التناقض في كلامه لا يصح, عمر بن الخطاب كان يأكل الماء و الزيت في عام الرمادة , هل يأكل المسئولين عنا الخبز الذي نأكله لن أقول الماء فهو ملوث.. عندما نشرت جريدة الدستور منذ أيام أن جنود الأمن المركزي ينظرون بعيد الحسد إلى الظباط اللذين يأكلون الكباب و اللحم أمامهم بدون رحمه , هل هذا ينطبق على رسول الله بأي حال , الذي كان يربط على بطنه حجرين من شدة الجوع؟ أظن المقارنة هنا ظالمة للغاية . ******* " يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَاىَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ " . قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ " . أكملت الإيميل المثير , و بدأت أنظر إلى نهايته في شوق , حتى وصل كلام الرجل إلى مرحلة , من في مصلحته الإضراب؟ إنهم يا أعزائي هؤلاء اللذين يقبضون بالدولارات في السفارة الأمريكية و اليهودية , إنهم أعدائنا . ******* أكمل إمام المسجد :- "لمصلحة من هذا الإضراب ؟ إنه لن يجدي نفعاً يا إخواني فهو إختراع غربي فاسق كافر, و لا يجوز لأن الرسول لم يقم به .. إنه يصلح مع الغرب لأن لهم أنظمتهم و لنا أنظمتنا!!" في الغالب بدأت أنفي في إسطاق قطرات من الدماء من كثرة ما إرتفع ضغطي..يعني المظاهرات بتنفع برة علشان نظامهم كويس لكن عندنا علشان نظامنا وحش فمانعملش مظاهرات مثلا؟؟ ولا هما علشان غربيين أوغاد فبينفع معاهم لأنهم جبناء..لم أفهم وجهة نظره في الواقع. ******* لم أتمالك نفسي مع مرسل الرسالة فقمت بالرد عليه بعد يوم من إرسالها..قلت له ما معناه إتق الله أنت في عقلك , و فكر بعقلك و حاول ربط الأشياء ببعضها و ضعها في موضعها. هل ستقارن مثلا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي تم إختياره من بين ستة أشخاص هم من خيرة الناس و حدث إقتراع نصفي بين إثنين في النهاية حتى دار الناس على البيوت أخذين برأي الناس في إنتخابات عظيمة من 1400 عام ؟ أعتقد أن شرع الله عندها يجب أن يطبق في من يحاول أن يقف أمام عثمان و هو ما جرى بالفعل , لكن عندما حدثت الفتنة بعد هذا .. من الذي قام ضدها و ذهب ضد الحاكم و خرج ضده؟ حسناً إنه الحسين رضي الله عنه , و قبله عبد الله بن الزبير ضد الحجاج بن يوسف.. هل لدينا أي شك في هؤلاء الناس أحدهما حفيد رسول الله .. هؤلاء قوم قاوموا الطغيان و قاموا الجشع , و قاموا الإنفراد بالقرار.. لأنهم فهموا كلام نبيهم بحق , لم يضعوه في غير موضعه فقط هم أعملوا العقل في الأمر لأن الله لم ينزل كلمة بلا هدف, لو أن الناس إختاروا رجلاً لا يصلح لهم إذاً فإن إختيارهم نبع من إستهتار بالأمر منذ البداية و لهذا يستحقون ما سيحدث لهم .. أما لو كان رجلاً جاء بحرب أو إنقلاب, فأعتقد أن الأمر يجلعنا أفضل شعب في الدنيا , و يحق للجميع أن يطع في إحتلالنا بالفعل ..كل ما على المحتل هو أن يدعي أنه مسلم و لا يجب عليه أن ينفذ شرع الله ..فقط فليقم بإشهار إسلامه مثلما فعل نابليون بونابارت في يوم ما ثم ليقتل و يسرق و ينهب ..لأننا شعب طيب و لأن ديننا أمرنا بهذا, رغم أن الناظر سيعلم أن القصد لم يكن كهذا. أنهيت كلامي للرجل و أنا أتوقع الرد "أيها الرويبضة الأفاق , ماذا تحاول أن تقول يا إمعة .. أتحاول أن تعارض رسول الله و كلامه." و رص لي عشرات الأحاديث التي تؤكد كفري البين لأنني أعملت عقلي فقط.. كل ما رددت عليه فيه هو سطر واحد. "إن شخصاً لا يعرف معنى كلمة إمعة, كيف يمكن أن أثق في أي كلام يقوله ؟" لمن لا يعرف إمعة حسبما جائت في الحديث هو الذي يقول إن أحسن الناس أحسنت و إن أساءوا أسأت ..هل تجد لها موضع في كلام الرجل ؟؟ لا ؟ حسناً أعتقد أنك تتفهم كلامي بشكل ما. أحد أصدقائي علق حينما حكيت الأمر له بأن السلفيين لا يظهرون غير في موضعين , إطالة اللحية , و تقصير الثياب , و السمع و الطاعة للحاكم.. لكن حين يأتي الجد لا تجد ريحهم من مسافة خمسين خريفاً. ****** حاولت الإتجاه إلى إمام المسجد لأجادله فيما قال ثم تذكرت أنه من الممكن أن يرص لي ملايين الكتب التي لم أقرأها ليثبت لي أنني أجهل من قملة في شعر رأس متشرد.. لهذا تراجعت لأخرج من المسجد متنسماً رائحة العادم الكريهة من جديد , و أنا أفكر أن الرجل يبدو رغم كلامه الطويل حول الأمر غير مقتنع لسبب بسيط أنه لم يتبع سياسية الصراخ التي ينتهجها دائما كلما تحمس لفكرة و أقتنع بها .. إنه في النهاية و كما قلت موظف يبحث عن لقمة العيش مثلنا تماماً. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا كنت قولتلك رأييّ يا محمد في الإضراب ده
بس اللى مضايقني أكتر الى بيتكلموا في موضوع ديني من غير ما يكون عندهم علم بيه يعني قبل يا محمد ما تكتب عن المظاهرات والخروج عن الحاكم أقرى أي فتوي من عالم ثقة
لسه أمبارح كنت شايفة مقطع للشيخ ابو اسحاق الحويني بيتكلم عن المظاهرات وأن مالهاش لازمة .. لأن أي حاكم مابيتاثرش بيها ولا الغرب هيقولنا لما نعمل مظاهرة أحنا آسفين جدا على غزو العراق وضرب مثل بالمسيرة اللى أتعملت ساعة ضرب العراق لما أتجمع ناس في أستاد القاهرة وقعدوا يصرخوا وينبحوا في صوتهم وفي الآخر حسوا انهم ريحوا ضميرهم وعملوا اللي عليهم وخلاص
وماتنسوش أن الحزب الوطني كان هو اللى منظم المظاهرة دي وكان فيها جمال مبارك .... متهيألي ده يقولنا أن الحكومة بتتمنى المظاهرات لأنها بتفرغ الغضب اللى جوا الناس وبعد كده الناس تقول أحنا عملنا اللى علينا وخرجنا في مظاهرات ومحصلش حاجة يبقى خلاص ما فيش فايدة في أي حاجة تانية
دي وجهة نظري اللى أنا مقتنعة بيها
بالمناسبة هي كلمة السلفية بتعمل حساسية عند الناس ليه؟