الشيخ البعيد سره باتع دارت هذه الجملة في ذهني و أنا أتابع نهاية أحداث غزة هل تتعجب من الجملة و تتساءل عن علاقتها ؟ حسنًا دعني أحتل مقعد مدرس التاريخ في مدرستك الإعدادية و أرتدي عوينات جدتي الغليظة لأبدو لك وقورًا ..ثم أمنحك درس تاريخ ليس لنا فيه ناقة و لا جمل. في عام 1941 قام هتلر بعمل أحمق جعله يخسر الحرب العالمية الثانية بأسرها ..لقد قرر في غفلة منه احتلال و تدمير حليفته الشيوعية الاشتراكية روسيا..زأرت الدبابات و فرحت الرصاصات في مخازن الذخيرة في بولندا , لقد آن أوان استخدامها بعد طول انتظار . و لم يصدق الروس ما حدث ..لقد تجرأ أحدهم و هجم عليهم ..و متى في صيف روسيا البارد إلى حد ما ..في يونيو ..حسنًا ليكونن الأمر وبالاً عليهم جميعًا ..في الحقيقة ظلت الحرب في صف النازيين لفترة طويلة حتى أن الإحصاءات تقول أن روسيا خسرت ثلاثة ملايين قتيل طيلة فترة عملية بارباروسا و الذي كان الاسم الحركي لعملية غزو روسيا ..لكن دعنا نركز على معركة معينة ..معركة ستالين جراد.. هل لديك فكرة عن عدد القتلى في هذه المعركة من الجانب الروسي ..لن أقول الألماني فعدد قتلاه تجاوز السبعمائة ألف قتيل ..لكنني أنظر إلى الجانب المغضوب عليه ..الجانب الذي لم يجد في يده حيلة سوى أن يقاتل بسبب شعار ستالين في هذه الفترة .. "لا خطوة واحدة إلى الوراء" كل جندي يتقهقر يقوم رئيسه المباشر بإطلاق النار عليه..بالتالي أصبح الجنود ظهرهم في الحائط في معركة غيرت تاريخ البشرية وقتها. دعك من الفلسفة و دعني أخبرك بالخسائر السوفييتية:- 1- القتلى :- 478,741 قتيل .. تقريبًا نصف مليون جندي. 2- الجرحى و المرضى:- 650 878 جريح..ما يعني حوالي النصف مليون أيضاً . 3- 40 ألف مدني أو أكثر لقوا حتفهم في أول أيام القصف..هل يبدو الكلام مألوفًا. 4- 4000 دبابة تم تدميرها في أكبر معارك دبابات التاريخ. 5- خسارة خمسة عشر ألف مدفع هاون. 6- 3000 طائرة محطمة. بالأرقام أستطيع إثبات أن هذه المدينة خسرت ثلث ضحايا الحرب الألمانية على روسيا..في حين في الجهة المقابلة تعد الخسائر الألمانية تافهة..لكن بسبب الشجاعة التي واجهها الألمان من الروس و رؤيتهم حجم التضحيات ..انحسب الألمان من المدينة بعد أن حولوها إلى أطلال لا تزال إلى اليوم الأفلام الأوربية تخلد المشهد في ذهن الجميع. هنا يرفع أحدكم يده و قد صدق أنني مدرس تاريخ..ليسألني ..إيه علاقة ده بغزة؟ حاجاوب أنا بسؤال ..هل تعتقد أن الإسرائيليين مجموعة من ولاد البلد الجدعان اللي يهمهم مصلحتنا و إن السلام و الخير يعم بينا؟ إجابة منطقية هي لأ طبعًا. طيب السؤال ده بوجهه تاني للناس اللي مؤمنة إن لبنان مانتصرتش في حرب 2006 و إن حماس مجموعة من المجعجعين اللذين يحبون الفخر بنصر لم يتحقق.. ستجد وجوهاً واجمة. مشكلة رأيتها في كثير من الناس خلال فترة الحرب .. للأسف أعرف رجل كبير في السن ,من الجيل الذي ضيع كل شيء علشان يربي عياله, من هؤلاء الناس ..لقد نظر لي في يوم سابق ليخبرني أن غزة تحتفل بالنصر الكاذب..فقلت له أن هذا حقهم بالكامل. بدأ ينظر لي نظرة المشفق و بدأ يحدثني عن أن إسرائيل أعلنتها صريحة أنها لا تريد التخلص من حركة حماس .. و أنها لا تريد أن تحتل غزة .. نظرت له نظرة ما معناها يا سلاااااام..أمال داخلين يتسلوا بيلعبوا جيمز مع حماس..فرد علي رد مقنع من وجهة نظره ..إنما يريدون أن يؤدبوا حماس .. المتهوريين دول بيضربوا ليه صواريخ طول اليوم و هما مش قد الحرب..أهي البلد كلها بقت حطام. يا عم الحاج اللي أتهد كان مجرد مباني مدنية لن أقول سهل تعويضها ..و لكن المباني المدينة هي دائمًا الأهداف السهلة في الحروب الحديثة .. و ما مدينة بورسعيد منا ببعيد بعد أن تحولت لركام بكاملها .. لماذا لم نتخل وقتها عن القضية و نقول دي غلطة جمال عبد الناصر هو أمم القناة ما صبرش لما القناة تجيله لوحدها .. ده أولاً ..ثانيًا متى تريد أن تحارب دولة عدوها .. فكانت الإجابة الورعة التقية ..و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ..و حماس لم تعد شيء..صمت قليلاً ثم رددت قائلاً. يعني المفروض حماس تهرب بطاريات صواريخ من الأنفاق أو يقومون باستعداء خبير أسلحة أمريكاني ليساعدهم في بناء مصنع أسلحة حديث ليتمكنوا من الحرب..هذا هو أقصى ما تمكنوا من الوصول إليه ..لا أنسى أبدًا أننا حاربنا في أكتوبر 73 بشباك الناموس و جعلناها ردارات تلتقط أحدث الطائرات , و صنعنا ناقلات أسلحة خفيفة عن بخشب رخيص محمل على إطارات دراجات الفيسبا التي تم شراءها من سوق الكانتو.. هذا كان أقصى ما نستطيع وقتها .. و إنتصرنا لأننا أعددا أقصى إمكانياتنا..حتى أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وقتها الشاذلي قام بإطلاق صواريخ الظافر و القاهر اللذين كانا قد فشلا في تصنيعهما فقط لإثارة رعب العدو من إحتمال أن نكون قد توصلنا من تقنية الصواريخ البعيدة المدى. الحقيقة التي لا نحب أن نعترف بها هي أننا قد تم التلاعب بأمخاخنا من قبل الإعلام فعلاً الكل قرر أن غزة أصبحت مزعجة للغاية بالنسبة لكل العالم فقرر أن وقتها قد حان ..فقام عليها الإعلام. الجميع لا ضير عنده في أن يموت مليون و نصف رجل و امرأة و شيخ..فقط المهم عنده هو ألا يتم عرض تلك الصور البشعة على التلفاز . الفكرة هي أنني لم أسمع أحد عبر الثمانية و ستون عامًا الأخيرة يقول في كتاب تاريخ أو في فيلم وثائقي أن روسيا إستحقت ما حدث لها بشكل ما .. أو أن الألمان دخلوا و سحقوا ثلث روسيا ثم تراجعوا لكنهم لم ينسحبوا ..الإسرائيليين لن ينسحبوا من شبر أرض إلا لو كان بثمن غالي للغاية ..و من يعتقد غير ذلك فقد إفتقد للتحليل السليم للأحداث .. الألمان لموا أذيال الخيبة و جروا وسط سهول روسيا و هم على مسافة مائة كيلو متر من موسكو .. و رغم أن الشيوعية أصبحت بعدها العدو الأول لأوروبا و أمريكا لكن أحدًا من هؤلاء لم ينطق و يحاول أن يقول أن ألمانيا انسحبت لأنهم شلة جدعان فقط و صعب عليهم الثلاثة ملايين اللذين قتلوا في العملية ..لكننا نحن العرب لدينا الجراءة على قول المنكر و نحن جالسون على كراسينا المريحة إلى جوار مدفئة لطيفة تحت روب ثقيل ..لنشير لأهل غزة بنظرة قرف ..هما اللي عملوا كدة في نفسهم. محمد عماد حجاب
شاهدت منذ فترة قريبة فيلم أسف على الإزعاج..هذا بالمناسبة ليس نقداً للفيلم بأي شكل إيجابي أو سلبي..و لكن جذبني بداخل الفيلم فكرة بسيطة للغاية جعلتني أشرد بعده قليلاً.
فكرة الفيلم تدور حول عالم شخص يدعى حسن , الفتى مضطرب نفسياً يرى تهيؤات و إلخ .. لكن الذي يهمني في الأمر هنا , هو مشروعه الخاص ..لقد كان لحسن مشروع رائع جميل , ظل طيلة الفيلم يرسل رسائله إلى الرئيس بإعتباره اليد العليا في الدولة كلها , ليحاول إقناعه أن لديه مشروع جيد حول توفير الوقود الخاص بالطائرات لأقصى درجة ممكنة.
بالطبع إستطاع الفيلم في النهاية أن يخرج من مأزق , أن الرئيس لم يهتم للأمر, بأن جعل الرسائل لا تصل من الأساس , لكنها حيلة سيئة لنقول أن كل شيء تمام حولنا.
دعني أسأل نفسي سؤالاً.. لو كنت أنا مكان "حسن" و في عقلي مشروع جيد لإفادة البشرية .. هل سأفكر بإصرار حسن في الفيلم , أن بلدي هي الأحق أن يتم فيها المشروع ..أم سأفكر بطريقة "طارق التلمساني" حين أخبره ساخراً رداً عليه حول هذه النقطة.." و لا كأني سمعت حاجة".
تظنني مخبولاً الآن و ربما بدأت عينك في الإحمرار.. معك حق أنا نفسي لا أتخيل أن أفكر في أمر كهذا لكن الشيطان شاطر ..فقط إستمع إلي قليلاً.. و لن تخسر أكثر من خمسة دقائق.. و سأحاول الإجابة على سؤالي بنفسي, حتى لا أصيبك بالإحراج.
دعني أخبرك بقصة شخص عرفته لمدة عامين و نصف .. هو أكثر الأشخاص همة و نشاطاً , من الذين رأيتهم في حياتي كلها, لا ييأس أبداً مهما حدث له , عمل في أكثر من مجال ليس لهم أي علاقة بمجال تخصصه , رغم أنه يفخر دائماً بأنه مهندس إتصالات..إلا أنه عمل في هيئة قناة السويس لفترة , حيث الملاحة , و هناك قام بعمل خط ملاحي بحسابات رائعة , جعلت من مسار قناة السويس بعد الحرب أكثر دقة , حتى أنه قام بعمل طريقة سير حاملات الطائرات بداخل قناة السويس , و هي مهمة عسيرة للغاية لمن لا يدرك أن حاملة الطائرات قمرة القبطان فيها ناحية اليسار و ليست في منتصف السفينة مثل بقية السفن , مما يجعل الملاحة عسيرة , لكنه بذكاء إستطاع أن يصنع طريقة ملاحة خاصة لها بنسبة خطأ لا تتجاوز البضع سنتي مترات على طول القناة كلها.
بالطبع حسب قوله "كنت أظن نفسي وطنياً مخلصاً بحلي مشكلة حاملة الطائرات لم أدرك أنني خائن و عميل أسهل للأمريكان العبور لضرب العراق."
كيف كافأته الدولة بعدها .. كافأته بأن منعته من بناء مصنع إليكترونيات بعد تقاعده , لأن هذه مسألة أمن دولة , كافأته عن طريق منعه من إقامة مشروع يجعل طلبة المدارس الصناعية يعملون فترة ليلية بأجر بسيط في مقابل إخراج شرائح إليكترونية يمكن تصديرها , و توفير ملايين الملايين من الدولارات علينا ..كان يضرب كف بكف و هو يقول هل يتخيل أحد أننا لا نستطيع صنع "ستارتر Starter" الخاص بلمبات النيون.. إن الجهاز الخاص بها لا يكلف أكثر من 1500 جنيه و مساحته لا تتعدى المتر المربع , و مع هذا هو أمر محرم في البلد بأكملها .. أهي المؤامرة , شيطان المؤامرة يعبث برأسي الآن لكنني سأستعيذ بالله منه لكي لا أتهم بالبرانويا .
بالطبع هذا يرجع بذاكرتي للقصص التي قرأتها عن إبن رفعت الجمال (رأفت الهجان) الذي ترفض مصر منحه الجنسية المصرية إلى اليوم, أو عبد العاطي صائد الدبابات الذي لم يتلقى العلاج , و غيرهم كثيرين الذين تم بيعهم , لا لن أحكي تلك القصص المؤلمة فعلاً التي تصيب عيني بغرغرة الدموع من القهر.
لهذا يجب أن أعود إلى سؤالي..لو حدثت معجزة و أصبحت أنا شخصياً رجل عبقري ليس لي مثيل, ثم حدثت معجزة أكبر , و إستطعت إنهاء مشروع ما يخدم مصلحة البشرية في الحياة , ثم حدثت معجزة كارثية فعلاً , و قررت أن أعرض المشروع على الجهات العليا (رجال أعمال –سلطة – نفوذ) , ثم حدثت الطامة الكبرى و حدثت كبرى المعجزات , بأن تم الموافقة على هذا المشروع.. فماذا سيحدث بعدها؟
نعم بالضبط , سيتوقف بعد قليل و سيصيبه التآكل .. و لن يستفيد منه أحد, حتى لو حصلت أنا على أموال وافرة كثيرة كجائزتي الكبرى من أجل إختراعي , فإن الإحباط سيكمن أن حلمي الأكبر الذي بنيت من أجله المشروع لم يتحقق.. و سينتهي الأمر بقصة أوريها لأحفادي طيلة عمري.
في الحقيقة سأبحث, لو حدث أمر كهذا و جائتني مصيبة العبقرية , فسأنظر للدولة , أو الجهة التي ستتمكن من إفادة العالم أكثر بهذا ..الغربيين قل عنهم ما شئت لكن عندما سيجدوا أمراً كهذا سيدفعون الغالي و النفيس من أجله أولاً, ثم يدفعون أوقاتهم ثمناً لها ثانياً , ثم سينشرونها في العالم كله و لو بعد حين..عندها ستكون رسالتي قد وصلت .
عندها سأرسل رسالة لمسئولي الحكومة و أقول لهم بخط عريض أسف على الإزعاج يا جماعة.
قد تجدون هذه البتاعة ..عبارة عن بتاعة و قد تجدونها ملهى ليلي أو حائط مبكى ..المهم أن فيها الكثير
فإن لم تجدوا فيها شيئاً فستجد فيكم هي شيئاً
About Me
Name: Mohamed Emad Hegab Home: Nasr City, Cario, Egypt About Me: I'm A normal Guy Who Live In An abnormal Place..Try To find the salvation from what i Am But It's so hard believe me. See my complete profile
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetuer adipiscing elit. Duis ligula lorem, consequat eget, tristique nec, auctor quis, purus. Vivamus ut sem. Fusce aliquam nunc vitae purus.
.jpg)
